الانهيارات الترابية والصخرية .. ابرز الحوادث .. الأسباب .. الإستعداد
يمنات
م. خلدون العامري
تؤدي الانهيارات الترابية و الصخرية سنويا في المناطق الجبلية من اليمن إلى وفاة عشرات الأشخاص، كما تؤدي إلى تدمير البنى التحتية العامة، و الممتلكات الخاصة مسببةً خسائر فادحة.
تتركز أغلب الانهيارات الترابية و الصخرية في محافظات (حجة، حضرموت، تعز، ريمة، لحج الضالع، عمران، إب، ذمار).
و بحسب الإحصائيات الرسمية فإن حوادث الانهيارات تسفر عن وفاة 2 إلى 60 شخص سنويا، كما تهدم ضعف هذا العدد من المنازل، بينما يتم تسجيل أكثر من 100 حادثة قطع للطرقات..
أبرز لانهيارات الحادثة في اليمن
الانهيار الصخري في قرية الظفير مديرية بني مطر محافظة صنعاء في العام 2005م الانهيار الذي سحق 25 منزلا وأودى بحياة 72 شخصا.
فيما كان آخر تسجيل ضحايا للانهيارات يوم أمس الخميس 6 اغسطس/آب 2020م في محافظة ريمة والذي راح فيه 8 أشخاص.
كما تم خلال هذا الشهر تسجيل عدد من حوادث قطع الطرقات الحيوية و الثانوية مخلفة خسائر مادية جسيمة.
مرفق لكم عدد من الصور والفيديوهات التوثيقية
الأسباب
تحصل الإنهيارات في اليمن نظرا للطبغرافيا المعقدة، فالسلاسل الجبلية ذات الخصائص التكوينية الصخرية تحتل 70% من المساحة، و بالتالي فالانهيارات الترابية، و الصخرية تعد من الظواهر الطبيعية التي تتعرض لها مناطق المرتفعات بشكل دوري، نتيجة عدة عوامل طبيعية و اخرى بشرية أهمها:
1- اختلال الاتزان بشكل مفاجئ و ضعف تحمل البناء الداخلي بسبب الضغوط و الارتجاجات الأرضية، الناتجة عن الهزات الزلزالية أو عن الضربات العسكرية و المواد المتفجرة..
2- ضعف قوى التماسك، و الشد، و الاحتكاك بين الكتل الصخرية، نتيجة تشبعها بالرطوبة و زيادة مستوى الماء عند هطول الأمطار الغزيرة.
3- زوال الطبقات الأرضية المساندة الناتجة عن العشوائية عند شق الطرقات، و أماكن استخراج أحجار البناء و الرص..
4- انحسار الغطاء النباتي و بالتالي ذوبان المواد اللاحمة بين الصخور، تغلغل المياه مكان الجذور و تكوّن مادة رغوية صابونية تسهل حدوث الإنزلاقات.
المباغتة والإنقضاض
لا تزال إمكانية حدوث الانهيارات مرتفعة جدا، خصوصا و سبق أن تم رصد 375 موقع معرض للانهيار من اجمالي 400 موقع شمله المسح ضمن (مشروع خارطة الغطاء الصخري) الذي أعدته إدارة هيئة المساحة الجيولوجية بوزارة النفط و المعادن في العام 2012م، و أكدت النتائج احتمال حدوث الإنهيارات، و هو ما يحدث بالفعل، معرضة حياة الناس للخطر، و تلف الممتلكات العامة و الخاصة.
الترصد والإحتراز
في اليمن لازلنا نعاني من الفقر في الإمكانيات و التجهيزات، و نقص الكوادر المؤهلة في مجال إدارة الكوارث، كما لا زلنا نفتقر لمراكز تخصصية تعمل على رسم الإستراتيجيات اللازمة لمجابهة تلك المخاطر.
بالرغم من الحضور الكبير للمنظمات الدولية الممولة من مختلف البرامج الأممية و البنك الدولي، كل تلك المسميات و بالتواطؤ مع لوبي الفساد في اليمن كانت و مازالت إما مبددة للميزانيات المرصودة في أمور هامشية لا تندرج ضمن المعايير الدولية للتدخل الإنساني، أو مستنزفة للمساعدات في جزئية التدخل الاغاثي المباشر عقب الكوارث، كونهما تعودان على القائمين و المتنفذين بالنفع الكبير،،
نعم تلك المسميات الكبيرة و المتعددة تغيب عن جدول أعمالها البرامج الجوهرية ذات الأولية التي تفرضها الكوارث، و تفتقر اخلاقيات عملها إلى أدنى معايير التدخل الإنساني المتمثلة بالبرامج الخدمية و التنموية تلك المعايير التي التزمت بها أمام العالم..
اليوم تقع على عاتق السلطات و شريكها الدولي مسؤلية كبيرة؛ و مالم يتم القيام بمعالجات عاجلة في المناطق الآهلة بالسكان، فإن الفاتورة ستكون كبيرة في الأرواح و الممتلكات،،
و نعلم يقينا أن الكوارث و الصور المروعة للحوادث تعد منجم و محل استرزاق لهوامير الفساد في الداخل و الخارج، أولئك المتاجرين بالمآسي و الأوجاع، فقط لجني الأموال و تحقيق المكاسب الخاصة..!
فهل من مدكر..؟؟
الجمعة 7 أغسطس 2020
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.